عبادة التأمل والتفكر في خلق الله
صفحة 1 من اصل 1
عبادة التأمل والتفكر في خلق الله
حياكم الله اخواني وأخواتي في آخر حلقة من حلقات كيف أصبحت للأسبوع السادس ..
والتي بعنوان"عبادة التأمل والتفكر في خلق الله"
قال صلى الله عليه و سلم : ( تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله ) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني .
ومن الأمور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات [ استشعار نعمة الله عليه ] فكم هي المواقف ، وكم هي المشاهد التي يراها ويسمع بها في يومه وليله ، تستوجب عليه أن يتفكر ويتأمل هذه النعم التي هو فيها ويحمد الله عليها .
** فهل استشعرت نعمة الله عليك عند ذهابك إلى المسجد وكيف أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمة وبالذات عند صلاة الفجر وأنت تنظر إلى بيوت المسلمين وهم في سبات عميق كأنهم أموات .
** هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسير في الطريق وترى المناظر المتنوعة ، هذا قد حدث له حادث سيارة ، وهذا قد ارتفع صوت الشيطان [ أي الغناء ] من سيارته ،وهكذا .
** هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسمع أو تقرأ الأخبار عن العالم من مجاعات وفيضانات وانتشار أمراض وحوادث وزلازل وحروب وتشريد.
* أقول إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه نعمة الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائماً في حمد الله وشكره والثناء عليه مما هو فيه من نعمه ، الدين والصحة ، والرخاء ، والسلامة من الشرور .. .
وفي الحديث قال صلى الله عليه و سلم : ( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ، لم يصبه ذلك البلاء ) قال الترمذي حيث حسن .
أخي الكريم.. أختي الكريمه,, يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.. و إذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهو القلب ".
فكيف يصلح القلب ؟؟
يصلح بمعرفة الله .. فكلنا نعرف أن لله هو الخالق..
لكن المعرفة الحقة هي الأنس والتواصل معه والتشوق إليه والخشية منه والإقبال عليه.
** كيف نعرف الله ؟
**بداية المعرفة تتحقق بالتفكر في خلقه وبديع صنعه**
وعلى قدر ما تتفكر، بقدر ما ينفتح القلب وتقترب من الله أكثر.
فالتفكر عباده فعلها الأنبياء،و انتهجها رسول الله "صلى الله عليه و سلم " حتى صارت صفة لازمة له، بها يعرف الله، فهي الدليل على الله عز وجل، إنها عبادة التفكر في خلق الله سبحانه، عبادة من أعظم العبادات بها يدخل الناس على الله.
هل حاولت أن تقف موقفا تشاهد من خلاله جلال الله؟ فيقولها قلبك بقوة: لا إله إلا الله، يصرخ بها القلب من جلال عظمة وروعة خلق الله. وبهذه العبادة تترك المعاصي وبهذه العبادة يحب الله عز وجل. وبهذه العبادة نعرف مراد الله من الكون، ويرق القلب ويتصل بالخالق عز وجل.
عبادة بالعين والقلب
عبادة التفكر في الله، لماذا نتفكر في الله؟ لأنها الباب الموصل لمعرفة الله عز وجل.
يقول ابن القيم:
معرفة الله نوعان: معرفة إقرار بوجوده، وهذه يشترك فيها البار والفاجر والمطيع والعاصي. ومعرفة حياء ومحبة وشوق وأنس واتصال وخشية وإقبال، وهذه يفتح الله تبارك وتعالى على من أراد أن يعرفه بهذه المعرفة فتوحات جليلة.
إياك أن تكون من أصحاب النوع الأول من معرفة الله. للأسف أغلب نسائنا وشبابنا وبناتنا معرفتهم بالله الخالق هي المعرفة الأولى.
وهذه معرفة سطحية، ربما يكون أعرف بأبيه وأمه من معرفة الله، وربما يكون أعرف بفتاة يرتبط بها عاطفيا بشكل لا يرضى به الله ورسوله من معرفته بالله.
تسأله عن هذه الفتاة، فيقول لك عن تفاصيل شخصيتها وكيف تفكر وماذا يسعدها وماذا يشقيها لكن إن سألته عن الله عز وجل تبدو عليه علامات التعجرف ويقول: إنه الذي خلقنا، ليست هذه هي المعرفة، أنت لم تخلق لكى تعرف الله هذ المعرفة خلقنا لكي نستشعر الحياة والذل والحب والخشية والشوق والأنس والاتصال، كل هذه المعاني هي التي تشكل الطريق إلى معرفة الخالق معرفة حقيقية.
ويتفاوت الناس في معرفتهم لله هذه المعرفة تفاوتا لا يعرفه إلا الله عز وجل. على أي أساس يحدث هذا التفاوت ؟ على قدر ما تتفكر في خلقه وفي بديع صنع الله، على قدر ما يفتح على قلبك بمعرفته. كلما اقتربت وأعلمت ذهنك أكثر أنت تميزت عن الحيوان بالعقل، لماذا؟ لأن هذه درجاتك إلى الله عز وجل.
كلما أعلمت عقلك أكثر لمعرفة المولى، أحببته أكثر. وعلى قدر هيبة نفسك وعقلك لله عز وجل يقربك الله منه أكثر وأكثر، لهذا فإن هذه المعرفة لن تتحقق بشكل كامل إلا بالتفكر في الله، عبادة ليس للبدن فيها نصيب، كلها تمارس بقلبك وتشارك العين فيها مع القلب.
قيمـة التفكـر
نصل إلى معرفة الله بشيئين: كتاب الله المقروء " القرآن الكريم " وكتاب الله المنظور " صفحة الكون " فمن لا يعرف القراءة والكتابة من البشر، لن تكون له حجة في عدم معرفة الله عز وجل، أفلم ينظروا؟ أفلم يسمعوا؟
انظر حولك إلى بديع صنع الخالق، تعالوا نرى قيمة هذه العبادة، النبي " صلى الله عليه وسلم " كيف صار نبيا؟ وماذا حدث في المراحل الأخيرة من حياة النبي قبل البعثة؟ كانت حياته عبارة عن تأمل وتفكر، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي تروى فيه بدء الوحي:
" ثم حبب إليه الخلاء فكان يذهب إلى غار حراء يتحنث فيه " أي يتعبد " الليالي ذوات العدد".هذا الغار لمن لا يعرف مكان موحش، لا يوجد فيه بشر ، أنت والسماء والكون المتسع أمام عينيك، يعجز الشباب الأقوياء عن الوصول إليه بسهولة، فكيف وصل النبي إلى هذه المكان؟ فيبقى فيه الليالي ذوات العدد، ماذا كان يفعل هناك؟ يتعبد لم يكن هناك صلاة أو صوم، أو عبادة مارسها النبي قبل أن يكون نبيا، عبادة التأمل والتفكر في خلق الله، كان ذلك إعداد لرسول الله " صلى الله عليه وسلم " كان لابد من تفكر طويل لكي يكون مستعدا لأن تلقى عليه الرسالة.
** كلما تتفكر أكثر يزداد يقينك **.
جاء بلال ليلاً بينما النبي يصلي، وقد سئلت السيدة عائشة عن هذه الليلة، أي أمر رسول الله كان أعجب؟
فقالت: رضي الله عنها: وأي أمر لم يكن عجبا؟ قام يصلي فبكى، فمازال يبكي حتى أتاه جبريل فوجده يبكي فقال: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال النبي " صلى الله عليه وسلم " وكيف لا أبكي وقد أنزل عليّ الليلة هذه الآية:" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار".
بكى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " لهذه الآية، ثم قال : " ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها". يقول النبي " صلى الله عليه وسلم " : " تفكروا في خلق الله.
سئلت صحابية جليلة " أم الدرداء " :ما كانت أفضل عبادة أبي الدرداء قالت : التفكر والاعتبار.
قال عامر بن عبد قيس: سمعت واحدا أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر من أصحاب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يقولون: إن نور الإيمان التفكر، انظر كيف اندثرت هذه العبادة العظيمة، قال الحسن:" تفكر ساعة خير من قيام ليلة ". وقال عمر بن عبد العزيز: " التأمل في نعم الله أفضل عبادة ". ولذلك تجد القرآن يدعو لأن تعمل العقل. يقول الله تبارك وتعالى : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت".
ويقول الله تبارك وتعالى:" " إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين " . ألا تهتز من أعماقك لهذه الآيات؟
** أفلا تهزك معجزة الليل والنهار من داخلك؟ أفلا يهزك منظر الشروق والسحب؟ ما هذا القلب القاسي؟
يقول الله تبارك وتعالى:" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون".
أفلا يهزك كل هذا؟
من أسوأ الأشياء التي تصيب الإنسان أن يألف نعم الله عز وجل، لدرجة أن الله عز وجل عاب على قريش عيبا شديدا إلف النعمة. فقال: " لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"
** كل شيء في الوجود من خلق الله عز وجل يجب أن تعتبر وتنظر فيه**.
** أما الآن أترككم مع حلقة كيف أصبحت باستضافة فضيلة الشيخ هاشم المشهداني**
http://www.4shared.com/file/146982268/c277a6cb/_________.html
.. وتقبلو تحياتي الخالصة لكم ..
. معظم ما دون منقول..
^&^ملاك الربيع^&^- المديرة العام
- الجنس : عدد المساهمات : 218
نقاط : 5196
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2012
الموقع : منتدى بنات وبس
العمل/الترفيه : كتابه خواطر وتعبير عن الخاطر
المزاج : تمام والحمدلله
مواضيع مماثلة
» وتوبوا الى الله جميعاً أيها المؤمنون
» الله يسامحكم
» "فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم"
» رحمة الله بعباده
» آية من آيات الله في النحل
» الله يسامحكم
» "فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم"
» رحمة الله بعباده
» آية من آيات الله في النحل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى